الليلة القمراء

في ليلةٍ قمراء كان لي موعدٍ بالسعاده..
كان ضوء النجوم خافتٌ تناثرت كالبراده..
وسنا القمر بألوان ورديه أثكلت ذاك الليل سواده..
ونسائمٌ طافت بالورد حولنا كان الياسمين فيها زياده..
جعلت الكتف لرأس محبوبتي وساده..
وإلتف ذراعي حول عنقها كالقلاده..
وقبلتها.... كنت مسلوب الاراده..
دبت الروح بجسدي قلبي فز من رقاده..
جَفِلت بين ذراعي وإرتمت كما غريبٍ شاقه حُضن بلاده...
أيا ليلةً نهلةُ فيها الشهد من أصفى منابعهُ..
سُقيتُ من ضفة الجدول زُلالٌ موائعهُ..
أيا جسداً حرٌ بلمس ما تَدَوَر في مواضعهُ..
كأننا في هذه الدنيا وحدنا والليلُ أطْبَقَ عنا مسامعهُ...
أيا ليلةً ذابَ النور بالصَلْصَالْ شوقاً..
تَغَلْغَلَتْ النشوة فينا دماً وعرقاً..
كم خَشَيْتُ على جسدها من الحَمَمْ المَسْنون حرقاً..
لأسنِد جسدها فهو كالشمعِ وأكثر رقاً..
فمَدَدْتُ ذراعي الاخرى حول خَصْرِها طوقاً..
ألا يُسَبِبُ عندها فينا إلتقاء الاضداد فرقاً..
أيا ليلةً فيها لَفَحتُ حُمرَ الشفاه..
خمرٌ سَكَرَ فيها الساقي مع من سقاه..
هي ذَروة الحبُ هي الثماله بعد تنهيدٍ وآه..
ما أجمل النَبضَ فيها ما أجمل فيها الحياه..
وما ألذ ذلك العُنقود ما ألذ خَوْخَ الشفاه...
أيا ليلةً فيها كان الحبُ جِلْباب..
ضَمَنا إثنين وتخاطبٌ بلغة الاهداب..
كان سقفنا ضوء القمر والورد فيها سورٌ وباب..
حرارة أنفاسي وشَفَتَيْها إحداهُما عسلٌ و الاخرى رِحاب..
وتَرَنمنا وإنصهر الجسد بالاخر وذاب...
حتى دمُها إمتزجَ بدمي صار يجري في الرضاب..
وإختلط دمُنا أهو دمي أم دمُها أم هو في كفيها الخِضاب..
وأيـــــــــا قُبلةً فيها كل ذنوبي واللَمَمْ..
إجْتَزتُ حدوداً فيها وحَطَمتُ قلوعاً وأزلتُ أُمم..
ما حيلة العاشق إذ كان خمرٌ بالشفاه وبالصدر قمم..
ولقاءٌ بعد غيابٍ طويــــــــــــــــــــــل أوقد تلك الحمم..
وزاده ليلةٌ قمراء أشْعَلَتْ فينا الهمم..

لي حماقاتٌ كثيره ومنها ما نثرتها هنا

» الليلة القمراء