الموازنة بين إعفاء اللحية وحلقها

الســــــــؤال

أرجو من فضيلتكم الرد على السؤال

ماهو حكم اللحيه وحكم حلقها ؟ إنى فى حيره من أمرى ، لقد سمعت آراء توجب اللحيه ورأى اخر يقول إنها سنة وحلقها مكروه فقط أرجو الرد القاطع فى هذا الموضوع ليستريح قلبى

مع العلم إنى شاب من الاخوان وأعمل مع الطلبة وأخشى لو أطلقت لحيتى أن يحدث تفلت لهؤلاء الطلبه ومع ذلك أرى إنى لو توكلت على الله فإن الله لن يضيعنى وكما رأيت إنى فى حيره من أمرى وقد أتت علي أيام لا أنام بسبب هذا الموضوع أرجو من فضيلتكم الرد ..وجزاكم الله خيرا
الفتــــــــوى



بسم الله ، والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد..

أخي الكريم.. بالنسبة لحكم اللحية فأعتقد أنه فرض من الفرائض الشرعية، وأن الأدلة الواردة في ذلك على كثرتها لا يمكن على الإطلاق إلا أن تشير إلى الوجوب، لكن هذا الوجوب قد يأخذ به الإنسان إذا كانت في استطاعته، فالإنسان إذا لم يستطع أن يتوضأ يبقى معتقدًا وجوب الوضوء، ويتيمم ويصلي، والإنسان يجب أن يقف في صلاته، فالوقوف ركن من أركان الصلاة، لكن إن مرض وصلى جالسًا أو نائمًا، أو بالإيماء، يؤمئ بعينه فقط إذا كان لا يستطيع غير ذلك، أو يؤمئ برأسه أو بعينه.

فإذا كنت تستطيع أن تطلق لحيتك وأن تعمل مع إخوانك بلا حرج، فهذا هو الأصل الشرعي، واستنثاءً إذا كانت اللحية ستسبب ابتعاد الشباب عنك، وتعقب الأمن لك، وأزمة بينك وبين والديك فلا حرج من حلقها مؤقتًا لهذا الغرض، ولهذا السبب من باب أن الواجبات يمكن أن يكون واجب يتسبب في إيقاف مؤقت لواجب آخر، كما يضطر الإنسان إلى أكل الميتة وذلك لإحياء النفس، وقد ينطق لا قدر الله بكلمة الكفر منعًا للتعذيب، أو القتل الذي قد يتعرض له، "إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان".

وإني أرى أن وجوب الدعوة إلى الله أظهر، وأقوى وأعمق أثرًا من وجوب اللحية، فاللحية أمر شخصي، والدعوة إلى لله أمر جماعي وقد فرضت قبل الصلاة بعشر سنوات، وقبل الصيام والزكاة بخمسة عشر عامًا، وقبل الحج بثمانية عشر عامًا، فالدعوة إلى الله إذا عطلها إطلاق اللحية بسبب خوف المدعوين أو تعقب الأمن، أو الأزمة الأسرية، ففي هذه الحالة يمكن تأخير إطلاقها بلا حرج شرعي، وهذا أقوله استثناءً فإذا ما سافرت إلى مكان آمن، أو إذا انتفت قضية ابتعاد المدعوين بشكل واضح، أو الأزمة الأسرية ، فيجب أن تبادر إلى إطلاقها.

أدعو الله أن يغفر لنا وأن يجعلنا لنا ثواب إصابة أجرين معًا، أو أجر واحد إن كان في الفتوى خطأ فأستغفر الله، والله المستعان.

والله أعلى وأعلم.

أسرة التحرير: الفتوى أجاب عنها فضيلة الدكتور صلاح مشافهة وقمنا بتحريرها ليعم بها النفع إن شاء الله تعالى.